الدنيا تجري علينا تجارب كما يجري الطبيب على الفئران، كي تستخلص منا مصلًا للمنافقين والكذابين والظالمين. لم يخلقنا الله ضعفاء، ولكن نحن من جعلنا أنفسنا ضعفاء. الاستسلام للأمر الواقع هو أكبر ظلم في الوجود يظلمه الإنسان لنفسه. نعلم جميعًا أن الحياة رحلة، ولكن ما دمنا نحن فيها فهي تمر، وعندما يرحل منها أحد، تمر ولكن بدونه. وإذا كان يعلم أنها سوف تمر وتجور على غيره، لكان استخلص منها حقه مهما حدث له. نعلم جميعًا أن كل شيء في الدنيا بقدر، ولكن الأقدار نحن من نختارها. منا من يختار أن يسرق، ومنا من يختار أن يقتل، ومنا من يختار أن يعيش شريف. لا نعلق جبننا على شماعة القدر، ومن يفعل ذلك فهو شخص كسول جبان.
في واقع الأمر، الكثير من الناس عندما تنظر له تشعر وكأنه شخص لطيف وودود، ولكن هو في الواقع شخص مصلط على الغير. ولكن من الذي جعله صليطًا؟ إنه نفسه. لديه نفس تكره الخير للناس، وهذا أحد الأشخاص الذين ينجحون على حساب الضعفاء. دائمًا ما تستخدم الذئاب الصيد في مجموعات، وكذلك بعض البشر يستخدمون الضعيف كفريسة، والجميع يطارده حتى يقع. وفي الغالب تجدهم لا يرتاحون إلا في مجموعات. تجد نفسك منهكًا، ولكن لماذا؟ لأنك استسلمت للأمر الواقع.
في جميع أنحاء الأرض، تجد المستسلمين البائسين، مع أن من خلقنا خلقنا أحرارًا. آه، لو يعلم الإنسان كيف خلقه الله وجعله حرًا، فلن يؤذي أحد. ولكن، إذا لم يتشاجر ابنا آدم، لن نجد فينا من يتمنى قتل أخيه أو أن تصيبه مصيبة. وهذا ما حدث. في جانب الظلم، نجد مظلومين مستسلمين، وحين تستسلم تجد من يلقيك أرضًا وأنت تهاب الموت.
نحن إذا علمنا أن الموت هو الشيء الوحيد الذي لا هروب منه، لتغير الكون للأفضل. ولكن الجميع يظن أنه باقي، وينظر للحياة وكأنه مخلد. يظلم، ويبتلي، ويذبح، ويخون، ويكذب، ويأكل الحرام. الجميع مخطئون في حق الجميع. إذا تساءلت كيف، نقول لك إن حقًا الجميع مخطئون في حق الجميع. الظالم مخطئ في حق المظلوم، والمظلوم مخطئ في حق الظالم. إذا نظرت لها بمنظور آخر تجد أننا مستسلمون للأمر الواقع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق