أَعِزَّنَا اللهُ وَأَذْلَلْنَا أَنْفُسَنَا
وَسَلَّطَ الْغُرْبَ عَلَى أَعْظَامِنَا الْعِدَا
نَشْكُو الظُّلَامَ وَنَخْفِي فِي جَوَانِحِنَا
خَوْفَ الْخُضُوعِ وَسُكُونًا لِلْجَوَارِحِ نَا
أَتَرْضَوْنَ بِالذُّلِّ يُلْفِفُ أَجْسَادَنَا
وَنَحْنُ نَرْقُبُ دِمَاءَ الْحُرِّ تُسْفَكُ نَا؟
قَادَةُ أُمَّتِنَا فِي صَمْتٍ يُجَاوِرُونَا
وَالنَّارُ تَلْهَثُ وَالْأَطْفَالُ تَسْأَلُنَا:
«أَيْنَ الْعُرُوبَةُ؟ أَيْنَ الْحِقْبَةُ الْعَرَبِيَّهْ؟
أَمْ صِرْتُمُ ظِلاًّ لِأَعْدَاءٍ تُعَذِّبُنَا؟»
غَزَّةُ تَنْدُبُ وَتَدْعُوا فِي دُجَى اللَّيَالِي
وَالْقَلْبُ يَنزِفُ وَالْأَحْلامُ تَخْذُلُنَا
يَا أُمَّةَ الضَّادِ هَبِّي مِنْ سُبَاتِ الْهَوَى
وَاجْعَلْي دِمَاءَ الشُّهُدَاءِ الدَّرْسَ يُذَكِّرُنَا:
لَنْ تَرْجِعَ الْحُرِّيَّةُ الْبَيْضَاءُ بِالدُّعَاءِ
حَتَّى نَكُونَ كَمَاءِ الْبَحْرِ يَتَمَوجُ فِينَا!
نَحْنُ الَّذِينَ رَسَمْنَا المَجْدَ بِالأَسْطُرِ
نَبْكِي عَلَى عِزِّنَا المَدْفُونِ تَحْتَ الثَّرَى!
أَرْضُ العُرُوبَةِ تَنْدَاكِي وَتُنَادِينَا:
«هَلْ عِشْتُمُ إِلَّا لِتَخْذُلُوا وَتُخَذِّلُونَا؟»
قُلْ لِلْجُبَنَاءِ: كَفَاكُمْ صَمْتًا وَمُجَامَلَهْ
هَذَا الدَّمُ المُهْدَرُ يَبْكِي فَوْقَ أَكْفَانِنَا!
لَنْ تَنْتَهِيَ المَأسَاةُ إِلَّا إِذَا قُمْنَا
نَمْحُو بِرُوحِنَا ظُلْمَ الأَصْفَادِ عَنْ أَشْلَائنَا!
فَاخْرُجْ مِنَ الظِّلِّ وَاسْتُرْ عَارَنَا بِالضَّرَبَاتِ
وَاحْمِلْ سِنَانَكَ لِلْحُرِّ الَّذِي يُدْمِينَا!
غَزَّةُ لَنْ تَمْحُو دَمَاءَ الأَبْرِيَاءِ دُمُوعُنَا
حَتَّى نَكُونَ لِقَضَائِهَا رِجَالٌ يُنْصِفُونَا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق