الثلاثاء، 11 فبراير 2025

عهر الملوك

 يَا عَاهِرَ الوَجْهِ يَا فَاقِدَ الشَّرَفِ

أَنْتَ الخَبِيثُ الَّذِي بِالخُبْثِ قَدِ اشتَرَفِ  

مَا فِيكَ إِلَّا الغَدْرُ وَالكِذْبُ وَالعَصَفِ  

وَالعَارُ يَلْحَقُكَ كَالظِّلِّ لَا يَنصَرِفِ  


قَدْ خُنتَ كُلَّ الَّذِينَ وَثِقُوا بِعَهدِكَ  

وَصِرْتَ مَثَلًا لِكُلِّ مَنْ خَانَ وَانحَرَفِ  

فَاطمَحْ لِشَهوَتِكَ الدَّنِيئَةِ لَا تَرعَوِي  

وَالنَّاسُ تَدرِي مَكَانَ كُلِّ مُنحَرِفِ  


دُمْ فِي حَضِيضِكَ تَحتَ أَقذَارِ الرَّذِيلَةِ  

فَالشَّرُّ مَأوَاكَ وَالضَّيَاعُ هُوَ المَصرَفِ  

وَالشَّرفُ العَفُّ يَبقَى عَالِيًا دَائِمًا  

لَن يَدنُوَ مِن نَزَقِ الخَئُونِ المُختَرَفِ  


بُعدًا لِمَنْ خَانَ المَوَاثِيقَ وَانكَسَرَتْ  

أَموَاجُ أَخلَاقِهِ فِي بِحرِ التَّلَطُّفِ  

فَالعَارُ يُبقِي جُرحَهُ غَضًّا مُؤَلَّمًا  

وَالجُرمُ يَبقَى رَغمَ كُلِّ التَّحَرُّفِ  


هَيهَاتَ تَنجُو وَالعَارُ يَطوِيكَ كَالسَّرَفِ  

وَالأَشرَفُونَ يَكُونُونَ البُدُورَ بِعُرُفِ  

لَيسَ الجَمَالُ بِمَلبُوسٍ وَلَا طِرَفِ  

إِنَّ الجَمَالَ بِأَخلَاقِ الرِّجَالِ اِتَّصَفِ  


خَطَوتَ مَسلَكَ مَن يُبِيدُ وَيَعتَسِفُ  

تَسبِي المَذَلَّةُ وَجهَكَ المَملُوءَ بِالخَفِ  

وَتَبقَى فِي هَوَانِكَ تَتَرَدَّفِ  

مَجلِسُ أَهلِ المَجدِ يَشمَخُ عَن صَخَبِ  


فَاخسَأ فَمَا لَكَ فِي مَجَامِعِهِم وَطَنُ  

وَلَا فِي مَرَابِعِ العِزِّ مُرتَحَفِ  

أَنتَ الرَّجِيمُ بِأَلفِ نِبرَاسِ عِرفَانِهِم  

لَا تَنزِلُ الأَقدَارُ إِلَّا عَلَى شَرَفِ  


هَذَا مَصِيرُ الخَائِنِينَ وَمَآلُهُمْ  

بَينَ اللَّعِينِ وَبَينَ خَسَّةِ مَألَفِ  

تَبقَى وَرَاءَكَ أُسطُورَةٌ مُقَذَّعَةٌ  

تُرْوَى بِأَلسِنَةِ العُفَاةِ وَالأَسَفِ  


سِرْ فِي دُجَى خِزيِكَ تَختَالُ بِالعَارِ  

وَالنَّارُ تَحتَ لِسَانِكَ المُتَرَدِّفِ  

لَن تَبلُغَ المَجدَ وَلَو تَزَيَّنتَ بِالهَوَى  

فَالخِسَّةُ الدَّنِيئَةُ لَن تَكتَسِيَ الرُّتَفِ  


يَا مَن سَقَطتَ بِحُفرَةِ الخُنعِ وَالذُّلِّ  

مَا نَالَ مِثلُكَ إِلَّا لَعنَةَ المُنصَرَفِ  

سَطَّرتَ فِي كِتَابِ الخِيَانَةِ اسمَكَ بِالدَّمْ  

وَالعُرفُ يَمحُو أَسطُرَ الغَدرِ بِالعُرُفِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هزل فلا عزم

 نحن في صمتٍ وخِزْيانِ   نهوي كطيرٍ ضاع في البنيانِ   غزة تنادي في بقايا الكونِ   وأهلها يصرخون بلا أعوانِ   أين العروبة؟ أين وعد الإخوة  ضا...